فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الخازن:

{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}
النسئ: في اللغة، عبارة عن التأخير في الوقت ومنه النسيئة في البيع ومعنى النسيء المذكور في الآية هو تأخير شهر حرام إلى شهر آخر وذلك أن العرب في الجاهلية كانت تعقتد حرمة الأشهر الحرم وتعظيمها وكان ذلك مما تمسكت به من ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم وكانت عامة معايش العرب من الصيد والغارة فكان يشق عليهم الكف عن ذلك ثلاثة أشهر متوالية وربما وقعت حروف في بعض الأشهر الحرم فكانوا يكرهون تأخير حروبهم إلى الأشهر الحلال فنسؤوا يعني أخروا تحريم شهر إلى شهر آخر فكانوا يؤخرون تحريم المحرم إلى صفر فيستحلون المحرم ويحرمون صفر فإذا احتاجوا إلى تأخير تحريم صفر أخروه إلى ربيع الأول فكانوا يصنعون هكذا يؤخرون شهرًا بعد شهر حتى استدار التحريم على السنة كلها وكانوا يحجون في كل شهر عامين فحجوا في الحجة عامين ثم حجوا في المحرم عامين ثم حجوا في صفر عامين وكذا باقي شهور السنة فوافقت حجة أبي بكر في السنة التاسعة قبل حجة الوداع المرة الثانية من ذي القعدة ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام المقبل حجة الوداع فوافق حجة شهر ذي الحجة وهو شهر الحج المشروع فوقف بعرفة في اليوم التاسع وخطب الناس في اليوم العاشر بمنى وأعلمهم أن أشهر النسيء قد تناسخت باستدارة الزمان وعاد الأمر إلى ما وضع الله عليه حساب الأشهر يوم خلق السموات والأرض وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض» الحديث المتقدم.
وأمرهم بالمحافظة على ذلك لئلا يتبدل في مستأنف الأيام واختلفوا في أول من نسأ النسئ.
فقال ابن عباس والضحاك وقتادة ومجاهد: أول من نسأ النسيء بنو مالك بن كنانة وكان يليه جنادة بن عوف بن أمية الكناني وقال الكلبي: أول من فعل ذلك رجل من بني كنانة يقال له نعيم بن ثعلبة وكان يقوم على الناس في الموسم فإذا همَّ الناس بالصدر قام فخطف الناس فيقول لا مرد لما قضيت أنا الذي لا أعاب ولا أجاب فيقول له المشركون لبيك ثم يسألونه أن ينسئهم شهرًا يغيرون فيه فيقول: إن صفر في هذا العام حرام فإذا قال ذلك، حلّوا الأوتار، ونزعوا الأسنة، والأزجة من الرماح، وإن قال: حلال، عقدوا أوتار القسي، وركبوا الأسنة في الرماح، وأغاروا وكان من بعد نعيم بن ثعلبة رجل يقال له جنادة بن عوف: وهو الذين أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هو رجل من بني كنانة يقال له القلمس قال شاعرهم:
وفينا ناسئ الشهر القلمس

وكانوا يفلعون ذلك إذا اجتمعت العرب في الموسم وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن أول من سن النسيء عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف والذي صح من حديث أبي هريرة وعائشة أن عمر بن لحي أول من سيب السوائب وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت عمر بن لحي يجر قصبه في النار فهذا ما ورد في تفسير النسيء الذي ذكره الله في قوله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر} يعني زيادة كفر على كفرهم وسبب هذه الزيادة أنهم أمروا بإيقاع كل فعل في وقته من الأشهر الحرم ثم إنهم بسبب إغراضهم الفاسدة أخروه إلى وقت آخر بسبب ذلك النسيء فأوقعوه في غير وقته من الأشهر الحرم فكان ذلك الفعل زيادة في كفرهم {يضل به الذين كفروا} وقرئ: يضل بفتح الياء وكسر الضاد ومعناه يضل الله به الذين كفروا أو يضل به الشيطان الذين كفروا بتزيين ذلك لهم وقيل يضل بالنسيء الذين كفروا وقرئ يضل بضم الياء وفتح الضاد ومعناه أن كبارهم أضلوهم وحملوهم عليه وقرئ يضل به الذين كفروا بضم الياء وكسر الضاد ومعناه يضل به الذين كفروا تابعيهم والآخذين بأفعالهم وهذا الوجه أقوى الوجهين في تفسير قراءة من قرأ يضل بضم الياء وكسر الضاد {يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا} يعني يحلون ذلك الإنساء عامًا ويحرمونه عامًا والمعنى يحلون الشهر المحرم عامًا فيجعلونه حلالًا ليغيروا في ويحرمونه عامًا فيجعلونه محرمًا فلا يغيرون فيه {ليواطئوا} يعني ليوافقوا {عدة ما حرم الله} يعني أنهم ما أحلوا شهرًا من المحرم إلا حرموا شهرًا مكانه من الحلال ولم يحرموا شهرًا من الحلال إلا أحلوا مكانه شهرًا من الحرام لأجل أن يكون عدد الأشهر الحرم أربعة كما حرم الله فيكون ذلك موافقة في العدد لا في الحكم فذلك قوله سبحانه وتعالى: {فيحلوا ما حرم الله زين له سوء أعمالهم} قال ابن عباس: زين له الشيطان هذا العمل {والله لا يهدي القوم الكافرين} يعني أنه سبحانه وتعالى لا يرشد من هو كافر أثيم لما سبق له في الأزل أنه من أهل النار. اهـ.

.قال أبو حيان:

{إنما النسيء زيادة في الكفر}
يقال: نسأه وأنسأه إذا أخَّره، حكاه الكسائي.
قال الجوهري وأبو حاتم: النسيء فعيل بمعنى مفعول، من نسأت الشيء فهو منسوء إذا أخرته، ثم حول إلى نسيء كما حول مقتول إلى قتيل.
ورجل ناسئ، وقوم نسأة، مثل فاسق وفسقة انتهى.
وقيل: النسيء مصدر من أنسأ، كالنذير من أنذر، والنكير من أنكر، وهو ظاهر قول الزمخشري لأنه قال: النسيء تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر.
وقال الطبري: النسيء بالهمز معناه الزيادة انتهى.
فإذا قلت: أنسأ الله؛ الله أجله بمعنى أخَّر، لزم من ذلك الزيادة في الأجل، فليس النسيء مرادفًا للزيادة، بل قد يكون منفردًا عنها في بعض المواضع.
وإذا كان النسيء مصدرًا كان الإخبار عنه بمصدر واضحًا، وإذا كان بمعنى مفعول فلابد من إضمار إما في النسيء أي: إن نسأ النسيء، أو في زيادة أي: ذو زيادة.
وبتقدير هذا الإضمار يرد على ما يرد على قوله.
ولا يجوز أن يكون فعيلًا بمعنى مفعول، لأنه يكون المعنى: إنما المؤخر زيادة، والمؤخر الشهر، ولا يكون الشهر زيادة في الكفر.
وقرأ الجمهور: النسيء مهموز على وزن فعيل.
وقرأ الزهري وحميد وأبو جعفر وورش عن نافع والحلواني: النسيّ بتشديد الياء من غير همز، وروى ذلك عن ابن كثير سهل الهمزة بإبدالها ياء، وأدغم الياء فيها، كما فعلوا في نبئ وخطيئة فقالوا: نبي وخطية بالإبدال والإدغام.
وفي كتاب اللوامح قرأ جعفر بن محمد والزهري.
وقرأ السلمي وطلحة والأشهب وشبل: النسء بإسكان السين.
والأشهب: النسي بالياء من غير همز مثل الندى، وقرأ مجاهد: النسوءعلى وزن فعول بفتح الفاء، وهو التأخير.
ورويت هذه عن طلحة والسلمي.
وقول أبي وائل: إنّ النسيء رجل من بني كنانة قول ضعيف.
وقول الشاعر:
أنسنا الناسئين على معدّ ** شهور الحل نجعلها حراما

وقال آخر:
نسؤ الشهور بها وكانوا أهلها ** من قبلكم والعز لم يتحول

وأخبر أنّ النسيء زيادة في الكفر أي: جاءت مع كفرهم بالله، لأن الكافر إذا أحدث معصية ازداد كفرًا.
قال تعالى: {فزادتهم رجسًا إلى رجسهم} كما أنّ المؤمن إذا أحدث طاعة ازداد إيمانًا.
قال تعالى: {فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون} وأعاد الضمير في به على النسيء، لا على لفظ زيادة.
وقرأ ابن مسعود والأخوان وحفص: يضل مبنيًا للمفعول، وهو مناسب لقوله: زين، وباقي السبعة مبنيًا للفاعل.
وابن مسعود في رواية، والحسن ومجاهد وقتادة وعمرو بن ميمون ويعقوب: يضل أي الله، أي: يضل به الذين كفروا اتباعهم.
ورويت هذه القراءة عن: الحسن، والأعمش، وأبي عمرو، وأبي رجاء.
وقرأ أبو رجاء: يضل بفتحتين من ضللت بكسر اللام، أضلَّ بفتح الضاد منقولًا، فتحها من فتحة اللام إذ الأصل أضلل.
وقرأ النخعي ومحبوب عن الحسن: نُضل بالنون المضمومة وكسر الضاد، أي: نضل نحن.
ومعنى تحريمهم عامًا وتحليلهم عامًا: لا يرادان ذلك، كان مداولة في الشهر بعينه عام حلال وعام حرام.
وقد تأول بعض الناس القصة على أنهم كانوا إذا شق عليهم توالي الأشهر الحرم أحل لهم المحرم وحرم صفرًا بدلًا من المحرم، ثم مشت الشهور مستقيمة على أسمائها المعهودة، فإذا كان من قابل حرم المحرم على حقيقته وأحل صفر ومشت الشهور مستقيمة، وإنَّ هذه كانت حال القوم.
وتقدم لنا أنّ الذي انتدب أولًا للنسيء القلمس.
وقال ابن عباس وقتادة والضحاك: الذين شرعوا النسيء هم بنو مالك من كنانة وكانوا ثلاثة.
وعن ابن عباس: إنّ أول من فعل ذلك عمرو بن لحيّ، وهو أول من سيب السوائب، وغيَّر دين إبراهيم.
وقال الكلبي: أول من فعل ذلك رجل من بني كنانة يقال له: نعيم بن ثعلبة.
والمواطأة: الموافقة، أي ليوافقوا العدة التي حرم الله وهي الأربعة ولا يخالفونها، وقد خالفوا التخصيص الذي هو أصل الواجبين.
والواجبان هما العدد الذي هو أربعة في أشخاص أشهر معلومة وهي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة والمحرم كما تقدم.
ويقال: تواطؤا على كذا إذا اجتمعوا عليه، كان كل واحد منهم يطأ حيث يطأ صاحبه.
ومنه الإيطاء في الشعر، وهو أن يأتي في الشعر بقافيتين على لفظ واحد ومعنى واحد، وهو عيب إنْ تقارب.
واللام في ليواطئوا متعلقة بقوله: {ويحرمونه}، وذلك على طريق الأعمال.
ومَنن قال: إنه متعلق بيحلونه ويحرمونه معًا، فإنه يريد من حيث المعنى، لا من حيث الإعراب.
قال ابن عطية: ليحفظوا في كل عام أربعة أشهر في العدد، فأزالوا الفضيلة التي خص الله بها الأشهر الحرم وحدها، بمثابة أن يفطر رمضان، ويصوم شهرًا من السنة بغير مرض أو سفر انتهى.
وقرأ الأعمش وأبو جعفر: ليواطيوا بالياء المضمومة لما أبدل من الهمزة ياء عامل البدل معاملة المبدل منه، والأصح ضم الطاء وحذف الياء لأنه أخلص الهمزة ياء خالصة عند التخفيف، فكنت لاستثقال الضمة عليها، وذهبت لالتقاء الساكنين، وبدلت كسرة الطاء ضمة لأجل الواو التي هي ضمير الجماعة كما قيل في رضيوا رضوا.
وجاء عن الزهري: ليواطيوا بتشديد الياء، هكذا الترجمة عنه.
قال صاحب اللوامح: فإن لم يرد به شدة بيان الياء وتخليصها من الهمز دون التضعيف، فلا أعرف وجهه انتهى.
فيحلوا ما حرم الله أي بمواطأة العدة وحدها من غير تخصيص ما حرم الله تعالى من القتال، أو من ترك الاختصاص للأشهر بعينها.
وقرأ الجمهور: {زين لهم سوء أعمالهم} مبنيًا للمفعول.
والأولى أن يكون المنسوب إليه التزيين الشيطان، لأن ما أخبر به عنهم سيق في المبالغة في معرض الذم.
وقرأ زيد بن علي: {زيِّن لهم سوء} بفتح الزاي والياء والهمزة، والأولى أن يكون زين لهم ذلك الفعل سوء أعمالهم.
قال الزمخشري: خذلهم الله تعالى فحسبوا أعمالهم القبيحة حسنة.
والله لا يهدي أي: لا يلطف بهم، بل يخذلهم انتهى.
وفيه دسيسة الاعتزال.
وقال أبو علي: لا يهديهم إلى طريق الجنة والثواب.
وقال الأصم: لا يحكم لهم بالهداية.
وقيل: لا يفعل بهم خيرًا، والعرب تسمي كل خير هدى، وكل شر ضلالة انتهى.
وهذا إخبار عمن سبق في علمه أنهم لا يهتدون. اهـ.

.قال أبو السعود:

{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}
{إِنَّمَا النسىء} هو مصدرُ نسَأَه إذا أخَّره نسْأً ونَساءً ونسيئًا نحوُ مسَّ مسًّا ومَساسًا ومسيسًا وقرئ بهن جميعًا وقرئ بقلب الهمزة ياءً وتشديدِ الياء الأولى فيها كانوا إذا جاء شهرٌ حرامٌ وهم محارِبون أحلُّوه وحرَّموا مكانه شهرًا آخر حتى رفضوا خصوصَ الأشهر واعتبروا مجردَ العددِ وربما زادوا في عدد الشهور بأن يجعلوها ثلاثةَ عشرَ أو أربعةَ عشَر ليتسعَ لهم الوقت ويجعلوا أربعةَ أشهر من السنة حُرُمًا ولذلك نصّ على العدد المعين في الكتاب والسنة أي إنما تأخيرُ حرمةِ شهرٍ إلى شهر آخر {زِيَادَةٌ في الكفر} لأنه تحليلُ ما حرمه الله وتحريمُ ما حلله فهو كفرٌ آخرُ مضمومٌ إلى كفرهم {يُضَلُّ بِهِ الذين كَفَرُواْ} ضلالًا على ضلالهم القديم، وقرئ على البناء للفاعل من الأفعال على أن الفعلَ لله سبحانه أي يخلُق فيهم الضلال عند مباشرتِهم لمباديه وأسبابِه وهو المعنيُّ على القراءة الأولى أيضًا، وقيل: المُضِلّون حينئذ رؤساؤُهم والموصولُ عبارةٌ عن أتباعهم، وقرئ يَضَلُّ بفتح الياء والضاد من ضَلِل ونُضِلّ بنون العظمة {يُحِلُّونَهُ} أي الشهرَ المؤخر {عَامًا} من الأعوام ويحرِّمون مكانه شهرًا آخرَ مما ليس بحرام {وَيُحَرّمُونَهُ} أي يحافظون على حُرمته كما كانت، والتعبيرُ عن ذلك بالتحريم باعتبار إحلالِهم له في العام الماضي أو لإسنادهم له إلى آلهتهم كما سيجيء {عَامًا} آخرَ إذا لم يتعلقْ بتغييره غرضٌ من أغراضهم. قال الكلبي: أولُ من فعل ذلك رجلٌ من كنانة يقال له نُعيم بنُ ثعلبة وكان إذا همّ الناسُ بالصدَر من الموسم يقوم فيخطب ويقول: لا مردَّ لما قضيْتُ وأنا الذي لا أُعاب ولا أُجاب فيقول له المشركون: لبيك ثم يسألونه أن يَنْسئَهم شهرًا يغيِّرون فيه فيقول: إن صفرَ العامَ حرامٌ فإذا قال ذلك حلّوا الأوتارَ ونزعوا الأسنةَ والأزِجّة وإن قال: حلالٌ عقدوا الأوتار وشدّوا الأزجةَ وأغاروا، وقيل: هو جُنادةُ بنُ عوفٍ الكنانيُّ وكان مطاعًا في الجاهلية كان يقوم على جمل في الموسم فينادي بأعلى صوتِه: إن آلهتَكم قد أحلت لكم المحرَّم فأحِلّوه ثم يقوم في العام القابل فيقول: إن آلهتَكم قد حرمت عليكم المحرَّمَ فحرِّموه، وقيل: هو رجلٌ من كنانةَ يقال له القَلمّسُ قال قائلهم:
ومنا ناسئُ الشهرِ القَلَمَّسْ

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أولُ من سنَّ النسيءَ عمرُ بنُ قُمعةَ بن خندِفَ والجملتان تفسيرٌ للضلال أو حالٌ من الموصول والعاملُ عاملُه {لّيُوَاطِئُواْ} أي ليوافقوا {عِدَّةَ مَا حَرَّمَ الله} من الأشهر الأربعةِ واللام متعلقةٌ بالفعل الثاني أو بما يدل عليه مجموعُ الفعلين {فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ الله} بخصوصه من الأشهر المعينة {زُيّنَ لَهُمْ سُوء أعمالهم} وقرئ على البناء للفاعل وهو الله سبحانه والمعنى جَعلَ أعمالَهم مشتهاةً للطبع محبوبةً للنفس وقيل: خَذَلهم حتى حسِبوا قبيحَ أعمالِهم حسنًا فاستمروا على ذلك {والله لاَ يَهْدِي القوم الكافرين} هدايةً موصلةً إلى المطلوب ألبتةَ وإنما يهديهم إلى ما يوصل إليه عند سلوكِه وهم قد صدّوا عنه بسوء اختيارِهم فتاهوا في تيه الضلال. اهـ.